فصل: تفسير الآيات (31- 41):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: المنتخب في تفسير القرآن



.سورة الطور:

.تفسير الآيات (1- 17):

{وَالطُّورِ (1) وَكِتَابٍ مَسْطُورٍ (2) فِي رَقٍّ مَنْشُورٍ (3) وَالْبَيْتِ الْمَعْمُورِ (4) وَالسَّقْفِ الْمَرْفُوعِ (5) وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ (6) إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ (7) مَا لَهُ مِنْ دَافِعٍ (8) يَوْمَ تَمُورُ السَّمَاءُ مَوْرًا (9) وَتَسِيرُ الْجِبَالُ سَيْرًا (10) فَوَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (11) الَّذِينَ هُمْ فِي خَوْضٍ يَلْعَبُونَ (12) يَوْمَ يُدَعُّونَ إِلَى نَارِ جَهَنَّمَ دَعًّا (13) هَذِهِ النَّارُ الَّتِي كُنْتُمْ بِهَا تُكَذِّبُونَ (14) أَفَسِحْرٌ هَذَا أَمْ أَنْتُمْ لَا تُبْصِرُونَ (15) اصْلَوْهَا فَاصْبِرُوا أَوْ لَا تَصْبِرُوا سَوَاءٌ عَلَيْكُمْ إِنَّمَا تُجْزَوْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (16) إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَعِيمٍ (17)}
1، 2، 3، 4، 5، 6- أقسم بجبل طور سيناء الذي كلَّم الله عليه موسى، وبكتاب منزل من عند الله مكتوب في صحف ميسرة للقراءة، وبالبيت المعمور بالطائقين والقائمين والركع السجود، وبالسماء المرفوعة بغير عمد، وبالبحر المملوء.
7، 8- إن عذاب ربك الذي توعد به الكافرين لنازل بهم لا محالة، ليس له من دافع يدفعه عنهم.
9، 10- يوم تضطرب السماء اضطراباً شديداً، وتنتقل الجبال من مقارها انتقالاً ظاهراً.
11، 12- فهلاك شديد في هذا اليوم للمكذبين بالحق، والذين هم في باطل يلهون.
13- يوم يُدْفعون إلى نار جهنم دفعاً عنيفاً.
14- يقال لهم: هذه النار التي كنتم بها تكذبون في الدنيا.
15- أبقيتم على إنكاركم، فهذا الذي تشاهدونه من النار سحراً؟ أم أنتم لا تبصرون!.
16- ادخلوها وذوقوا حرَّها، فاصبروا على شدائدها أو لا تصبروا، فصبركم وعدمه سواء عليكم، إنما تلاقون اليوم جزاء ما كنتم تعملون في الدنيا.
17- إن المتقين في جنات فسيحات، لا يحاط بوصفها، ونعيم عظيم كذلك.

.تفسير الآيات (18- 27):

{فَاكِهِينَ بِمَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ وَوَقَاهُمْ رَبُّهُمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ (18) كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (19) مُتَّكِئِينَ عَلَى سُرُرٍ مَصْفُوفَةٍ وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عِينٍ (20) وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ (21) وَأَمْدَدْنَاهُمْ بِفَاكِهَةٍ وَلَحْمٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ (22) يَتَنَازَعُونَ فِيهَا كَأْسًا لَا لَغْوٌ فِيهَا وَلَا تَأْثِيمٌ (23) وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ غِلْمَانٌ لَهُمْ كَأَنَّهُمْ لُؤْلُؤٌ مَكْنُونٌ (24) وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ (25) قَالُوا إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنَا مُشْفِقِينَ (26) فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ (27)}
18- متنعمين بما أعطاهم ربهم، ووقاهم ربهم عذاب النار.
19- يقال لهم: كلوا طعاماً هنيئاً، واشربوا شراباً سائغاً، جزاء بما كنتم تعملون في الدنيا.
20- جالسين متكئين على أرائك مصفوفة، وزوجناهم بنساء بيض واسعات العيون حسانها.
21- والذين أمنوا واستحقوا درجات عالية، واتبعتهم ذريتهم بإيمان، ولم يبلغوا درجات الآباء، ألحقنا بهم ذريتهم، لتقر أعينهم بهم، وما نقصناهم شيئاً من ثواب أعمالهم. ولا يحمل الآباء شيئاً من أخطاء ذرياتهم، لأن كل إنسان مرهون بعمله، لا يؤخذ به غيره.
22- وزدناهم بفاكهة كثيرة، ولحم مما يشتهون.
23- يتجاذبون في الجنة- متوادين- كأساً مليئة بالشراب، لا يكون منهم بشربها كلام باطل، ولا عمل يستوجب الإثم.
24- ويطوف عليهم غلمان مُعَدُّون لخدمتهم، كأنهم في الصفاء والبياض لؤلؤ مصون.
25- وأقبل بعض أهل الجنة على بعض، يسأل كل صاحبه عن عظم ما هم فيه وسببه.
26، 27- قالوا: إنا كنا قبل هذا النعيم بين أهلينا خائفين من عذاب الله، فَمَنَّ الله علينا برحمته ووقانا عذاب النار.

.تفسير الآيات (28- 49):

{إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ (28) فَذَكِّرْ فَمَا أَنْتَ بِنِعْمَتِ رَبِّكَ بِكَاهِنٍ وَلَا مَجْنُونٍ (29) أَمْ يَقُولُونَ شَاعِرٌ نَتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ الْمَنُونِ (30) قُلْ تَرَبَّصُوا فَإِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُتَرَبِّصِينَ (31) أَمْ تَأْمُرُهُمْ أَحْلَامُهُمْ بِهَذَا أَمْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ (32) أَمْ يَقُولُونَ تَقَوَّلَهُ بَلْ لَا يُؤْمِنُونَ (33) فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِثْلِهِ إِنْ كَانُوا صَادِقِينَ (34) أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ (35) أَمْ خَلَقُوا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بَلْ لَا يُوقِنُونَ (36) أَمْ عِنْدَهُمْ خَزَائِنُ رَبِّكَ أَمْ هُمُ الْمُصَيْطِرُونَ (37) أَمْ لَهُمْ سُلَّمٌ يَسْتَمِعُونَ فِيهِ فَلْيَأْتِ مُسْتَمِعُهُمْ بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ (38) أَمْ لَهُ الْبَنَاتُ وَلَكُمُ الْبَنُونَ (39) أَمْ تَسْأَلُهُمْ أَجْرًا فَهُمْ مِنْ مَغْرَمٍ مُثْقَلُونَ (40) أَمْ عِنْدَهُمُ الْغَيْبُ فَهُمْ يَكْتُبُونَ (41) أَمْ يُرِيدُونَ كَيْدًا فَالَّذِينَ كَفَرُوا هُمُ الْمَكِيدُونَ (42) أَمْ لَهُمْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ (43) وَإِنْ يَرَوْا كِسْفًا مِنَ السَّمَاءِ سَاقِطًا يَقُولُوا سَحَابٌ مَرْكُومٌ (44) فَذَرْهُمْ حَتَّى يُلَاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي فِيهِ يُصْعَقُونَ (45) يَوْمَ لَا يُغْنِي عَنْهُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ (46) وَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا عَذَابًا دُونَ ذَلِكَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (47) وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ (48) وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَإِدْبَارَ النُّجُومِ (49)}
28- إنا كنا من قبل في الدنيا نعبده. إنه- وحده- هو المحسن الواسع الرحمة.
29- فَدُمْ على ما أنت عليه من التذكير، فما أنت- بما أنعم الله عليك من النبوة ورجاحة العقل- بكاهن، تخبر بالغيب دون علم، ولا مجنون تقول ما لا تقصد.
30، 31- بل أيقولون هو شاعر، ننتظر به نزول الموت؟، قل تهديداً لهم، انتظروا فإنى معكم من المنتظرين عاقبة أمرى وأمركم.
32- أتأمرهم عقولهم بهذا القول المتناقض؟، فالكاهن والشاعر ذو فطنة وعقل، والمجنون لا عقل له، بل هم قوم مجاوزون الحد في العناد.
33- أيقولون: اختلق محمد القرآن؟ بل هم لمكابرتهم لا يؤمنون.
34- فليأتوا بحديث مثل القرآن، إن كانوا صادقين في قولهم: أن محمدا اختلقه.
35- أَخُلِقُوا من غير خالق. أم هم الذين خَلَقُوا أنفسهم، فلا يعترفون بخالق يعبدونه؟.
36- أخلقوا السموات والأرض على هذا الصنع البديع؟ بل هم لا يوقنون بما يجب للخالق، فلهذا يشركون به.
37- أعندهم خزائن ربك يتصرفون فيها؟، بل أهم القاهرون المدبرون للأمور كما يشاءون؟.
38- بل ألهم مرقى يصعدون فيه إلى السماء،فيستمعون ما يقضي به الله؟ فليأت مستمعهم بحجة واضحة تصدق دعواه.
39- بل ألله البنات كما تزعمون، ولكم البنين كما تحبون.
40- بل أتسألهم شيئا من الأجر على تبليغ الرسالة، فهم لما يلحقهم من الغرامة مثقلون متبرمون.
41- بل أعندهم علم الغيب، فهم يكتبون منه ما شاءوا؟.
42- بل أيريدون مكرا بك وإبطالا لرسالتك؟، فالذين كفروا هم الذين يحيق بهم مكرهم.
43- أم لهم معبود غير الله يمنعهم من عذاب الله، تنزيها لله عما يشركون.
44- وإن يشاهدوا جزءا من السماء ساقطا عليهم لعذابهم، يقولوا عنادا: هو سحاب مجتمع.
45- فدعهم غير مكترث بهم، حتى يلاقوا يومهم الذي فيه يهلكون.
46- يوم لا يدفع عنهم مكرهم شيئا من العذاب، ولا هم يجدون ناصرا.
47- وإن للذين ظلموا عذابا غير العذاب الذي يهلكون به في الدنيا، ولكن أكثرهم لا يعلمون ذلك.
48- واصبر لحكم ربك بإمهالهم، وعلى ما يلحقك من أذاهم، فإنك في حفظنا ورعايتنا، فلن يضرك كيدهم، وسبح بحمد ربك حين تقوم.
49- وتخير جزءا من الليل فسبحه فيه، وسبحه وقت إدبار النجوم.

.سورة النجم:

.تفسير الآيات (1- 4):

{وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى (1) مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى (2) وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى (4)}
1، 2- أقسم بالنجم إذا هوى للغروب: ما عدل محمد عن طريق الحق وما اعتقد باطلا.
3- وما يصدر نطقه فيما يتكلم به من القرآن عن هوى نفسه
4- ما القرآن الذي ينطق به إلا وحي من الله يوحيه إليه.

.تفسير الآيات (5- 22):

{عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى (5) ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى (6) وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَى (7) ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى (8) فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى (9) فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى (10) مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى (11) أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى (12) وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى (13) عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى (14) عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى (15) إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى (16) مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى (17) لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى (18) أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى (19) وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى (20) أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الْأُنْثَى (21) تِلْكَ إِذًا قِسْمَةٌ ضِيزَى (22)}
5- علَّمه هذا الوحى ملك شديد القوى.
6، 7- ذو حصافة في عقله ورأيه، فاستقام على صورته، وهو بالجهة العليا من السماء المقابلة للناظر.
8، 9- ثم قرب جبريل منه، فزاد في القرب، فكان دُنُوُّه قدر قوسين، بل أدنى من ذلك.
10- فأوحى جبريل إلى عبد الله ورسوله ما أوحاه، وأنه أمر عظيم الشأن بعيد الأثر.
11- ما أنكر فؤاد محمد ما رآه بصره.
12- أتكذِّبون رسول الله، فتجادلونه على ما يراه معاينة؟.
13، 14، 15، 16، 17- ولقد رأى محمد جبريل على صورته مرة أخرى، في مكان لا يعلم علمه إلا الله، سماه سدرة المنتهى، وأنبأ أن عنده جنة المأوى، إذ يغشاها ويغطيها من فضل الله ما لا يحيط به وصف، ما مال بصر محمد عما رآه، وما تجاوز ما أُمر برؤيته.
18- لقد رأى كثيراً من آيات الله وعجائبه العظمى.
19، 20- أعلمتم ذلك ففكرتم في شأن اللات والعزى، ومناة الثالثة الأخرى، التي اتخذتموها آلهة تعبدونها؟.
21- أقسَّمتم الأمر فجعلتم لأنفسكم الذكور، وجعلتم لله الإناث؟.
22- تلك- إذن- قسمة جائرة، إذ تجعلون لله ما تكرهون.

.تفسير الآيات (23- 30):

{إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنْفُسُ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنْ رَبِّهِمُ الْهُدَى (23) أَمْ لِلْإِنْسَانِ مَا تَمَنَّى (24) فَلِلَّهِ الْآخِرَةُ وَالْأُولَى (25) وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلَّا مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَرْضَى (26) إِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ لَيُسَمُّونَ الْمَلَائِكَةَ تَسْمِيَةَ الْأُنْثَى (27) وَمَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا (28) فَأَعْرِضْ عَنْ مَنْ تَوَلَّى عَنْ ذِكْرِنَا وَلَمْ يُرِدْ إِلَّا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (29) ذَلِكَ مَبْلَغُهُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اهْتَدَى (30)}
23- ما الأصنام إلا مجرد أسماء ليس فيها شيء من معنى الألوهية، سميتموها أنتم وآباؤكم بمقتضى أهوائكم الباطلة، ما أنزل الله بها من حُجَّة تُصدق دعواكم فيها، ما يتبعون إلا الظن وما تهواه النفوس المنحرفة عن الفطرة السليمة، ولقد جاءهم من ربهم ما فيه هدايتهم لو اتبعوه.
24، 25- بل ليس للإنسان ما تمناه من شفاعة هذه الأصنام أو غير ذلك مما تشتهيه نفسه، فلله- وحده- أمر الآخرة والدنيا جميعاً.
26- وكثير من الملائكة في السموات مع علو منزلتهم لا تغنى شفاعتهم شيئاً- ما- إلا بعد إذنه تعالى للشفيع ورضاه عن المشفوع له.
27- إن الذين لا يؤمنون بالدار الآخرة ليصفون الملائكة بالأنوثة، فيقولون: الملائكة بنات الله.
28- وما لهم بهذا القول من علم، ما يتبعون فيه إلا ظنهم الباطل، وإن الظن لا يغنى من الحق شيئاً.
29- فانصرف عن هؤلاء الكافرين الذين أعرضوا عن القرآن ولم يكن همهم إلا الحياة الدنيا جاهدين فيما يصلحها.
30- ذلك الذي يتبعونه في عقائدهم وأعمالهم منتهى ما وصلوا إليه من العلم، إن ربك هو أعلم بمن أصر على الضلال، وهو أعلم بمن شأنه قبول الاهتداء.

.تفسير الآيات (31- 41):

{وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَسَاءُوا بِمَا عَمِلُوا وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى (31) الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَإِذْ أَنْتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ فَلَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى (32) أَفَرَأَيْتَ الَّذِي تَوَلَّى (33) وَأَعْطَى قَلِيلًا وَأَكْدَى (34) أَعِنْدَهُ عِلْمُ الْغَيْبِ فَهُوَ يَرَى (35) أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ بِمَا فِي صُحُفِ مُوسَى (36) وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى (37) أَلَّا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى (38) وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى (39) وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى (40) ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاءَ الْأَوْفَى (41)}
31- ولله- وحده- ما في السموات وما في الأرض خلقاً وتدبيراً، ليجزى الضالين المسيئين بعملهم، ويجزى المهتدين المحسنين بالمثوبة الحسنى.
32- الذين يجتنبون ما يكبر عقابه من الذنوب وما يعظم قبحه منها، لكن الصغائر من الذنوب يعفو الله عنها، إن ربك عظيم المغفرة، هو أعلم بأحوالكم، إذ خلقكم من الأرض، وإذ أنتم أجنة في بطون أمهاتكم في أطواركم المختلفة، فلا تصفوا أنفسكم بالتزكى مدحاً وتفاخراً، هو أعلم بمن اتقى، فزكت نفسه حقيقة بتقواه.
33، 34، 35- أتأملت فرأيت الذي أعرض عن اتباع الحق، وأعطى شيئاً قليلاً من المال، وقطع العطاء؟! أعنده علم الغيب فهو منكشف له عما يدفعه إلى التولى عن الحق والبخل بالمال؟
36، 37، 38- بل ألم يخبَر بما في صحف موسى وإبراهيم الذي بلغ الغاية في الوفاء بما عاهد الله عليه: أنه لا تحمل نفس إثم نفس أخرى؟!
39- وأنه ليس للإنسان إلا جزاء عمله.
40- وأن عمله سوف يعلن، فيُرى يوم القيامة تشريفاً للمحسن وتوبيخاً للمسئ.
41- ثم يجزى الإنسان على عمله الجزاء الأوفر.